الثلاثاء، 18 مايو 2010

السلام الداخلي ...



أجد الحياة مزدحمة بشدة .. أشعر دائماً أني مشغول .. اليوم لديه ما يكفيه بما يشغلني .. أذهب باكراً الى عملي .. أتعرض لتفاصيل كثيرة في اليوم .. ولأني أحب الحياة .. فأنا دائم البحث عن كل ماهو جديد .. أحاول أن أجرب كل شيء .. مما يدخلني في تفاصيل أكثر فأكثر ..

قرأت من قبل كتاباً عن السلام الداخلي .. ينادي الكاتب بأنه اذ كنت تريد أن تحظى بالسلام الداخلي لابد وأن تتخلي عن بعض الأشياء التي تربطك بالعالم الخارجي والتي تعيق هدوئك وسلامك .. التليفون المحمول من ضمن هذه الأشياء .. فبالرغم من مزاياه في التواصل بين الآخرين في أي وقت إلا أنه دائما ما يقطع عني خلوتي وتفكيري .. ذات يوم قصدت أن أترك تليفوني المحمول ونزلت لعملي .. حظيت بيوم هاديء جداً .. أحتفظت بهدوئي وسلامي الداخلي طوال اليوم .. ولكن في اليوم التالي كنت حزيناً لأني لم أستطع أن أترك تليفوني مرة أخرى لأنه أصبح من ضروريات الحياة ..

أحياناً أحسد الأجيال السابقة على ما كانوا يعيشونه .. لا يوجد تليفون محمول .. لا يوجد انترنت .. لا يوجد قنوات فضائية .. لا يوجد صخب .. لا يوجد كنتاكي أو ماكدونالدز .. البيوت واسعة .. الشوارع متسعة للكثير من السيارات .. المقابلات الغرامية في حديقة الأسماك .. الأحلام بسيطة .. والناس سعيدة .. سلام وهدوء ..

حقاً أفتقدك يا سلامي الداخلي بشدة ..