الأربعاء، 19 مايو 2010

الوجه الملائكي

كنت قد أنهيت عملي .. وقررت أن أتمشى قليلاً في أحد الشوارع .. عادة أحب الشوارع الهادئة ولكن لا أعلم لما اخترت هذا الشارع المزدحم المليء بالباعة ورائدي المحلات والتسوق .. كنت تارة أنظر للأرض أتفقد خطواتي وتارة أنظر للمحلات أتأمل ماذا يجذب الناس هكذا .. وبينما كنت أنا منبهراً بأحد المحلات وما حوله من تجمع وجدت نفسي فجأة واقفاً على بضاعة أحد مفترشي الطريق .. وبخني بشدة اعتذرت له وعرضت عليه أن أدفع مقابل أي شيء تم تلفه بسببي ولكنه رفض .. أكملت طريقي عاقداً ألا أنظر الى المحلات مرة أخرى .. وبينما أتمشى أتأمل الناس .. لفت نظري وجهاً ملائكياً .. لمحته من مسافة بعيدة .. وجه لفتاة تبدو في العشرين من عمرها .. كان يفصلني عنها مسافة كبيرة وناس كثيرة ومع ذلك فقد لفتت نظري .. وجدت نفسي أنظر لها وأتابعها وهي قادمة عكس طريقي .. الغريب أني وجدتها هي أيضاً تنظر اليّ .. تزداد المسافة بيني وبينها .. عندما يفصلني وجوه كثيرة عن رؤيتها أجد نفسي متحفزاً أن تتضح الرؤية مرة أخرى وأراها .. وعندما أراها مرة أخرى أجد في عينيها نفس لهفة البحث عني .. لم أركز تماماً فيما ترتدي .. كنت فقط مستمتعاً بمتابعة هذا الوجه الملائكي المليء بالبراءة .. والآن وقد صارت المسافة بينني وبينها فقط نصف متراً .. وجدتها تأتي ناحيتي بوجهها وابتسامتها الجميلة .. وتقول .. ممكن تساعدني أنا مش معايا فلوس خالص ....

علمت وقتها أنها شحاذة .. ووجدت نفسي أتأمل ماذا ترتدي لأدرك الموقف .. كانت ترتدي ملابس رثة .. تمسك بأكياس المناديل .. قررت أن أساعدها .. ساعدتها لأنها منحتني لحظات جميلة بوجهها الجميل الملائكي هذا .. شكرتني .. وذهبت .. ولا أعلم لما كنت أتابعها بعدما ذهبت .. مازلت أذكر وجهها حتى الآن بابتسامتها البسيطة ..

ليست هناك تعليقات: